السبت، 26 سبتمبر 2015

رسالتي من الثكنة العسكرية





والديّ الكريمين، أحبابي، أصدقائي، كل من يعرفني...عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.

أماّ بعد:

   أتضرّع إلى الله عزّ وجل أن تصلكم هذه الرسالة وأنتم على خير ما يرام من العافية والصحة.

   وإذا تفضلتم بالسؤال عني، فأطمئنكم إلى أني عظيم السرور، في هذه الحياة العسكرية الجديدة التي لم يكن لي عهد بها من قبل.

   ولا أكتمكم، أنني عانيت الكثير، في الأيام الأولى التي غادرت فيها المنزل الأبويّ والتحقت بالثكنة المخصصة لنا، نحن الجنود الأغرار، لأنني لم أكن معتاداً على مثل هذه الحياة، حتى الذكريات أصبحت تعصف بي، وتحملني إلى عوالم بعيدة حالمة، وعلى الأخص إلى ذكريات طفولتي، وملاعب صباي.

   ولكنني، منذ أن وَجدت لي بين زملائي الجنود، رفـاقاً جمعتني بهم رابطة الأخوة في السلاح، والشرف العسكري، أصبحت أشعر بأن ألم الفراق والعباد خفَّ كثيراً، دون أن يخفّ شوقي الدائم إليكم، وحبي المقيم في قلبي نحوكم.
  
   أكتب إليكم هذه الرسالة، وقد قرب موعد التمارين العسكرية اليومية التي نؤديها، فعذراً إذا اضطررت إلى طي رسالتي على أشواقي وتحياتي ومحبتي، راجيا إلى الله عزّ وجل أن نلتقي وأنتم على أسعد حال، وفي أنعم بال.


تحيات العسكري:
فيصل بن عباس

إرسال تعليق